إشراف الصيدلاني : وميض طارق
إعداد الاعلامي : علي الحسون
مع حلول فصل الصيف وارتفاع درجات الحراره يبدء موسم انتشار الافاعي والعقارب ويزداد خطر التعرض للدغاتها لذلك نجد من المفيد أن نعد بعض المعلومات ونضعها بين ايدي قرائنا الاعزاء .
اولا : الافاعي
من المعروف ان بعض الافاعي سامة وبعضها غير سام ولا توجد طريقة عملية للتمييز بينهما لكن اللدغة السامة غالبا ما تكون مؤلمة جدا وتكون اللدغة بشكل ثقبين صغيرين متجاورين مع خروج بعض الدم .
يكون سم الافاعي على ثلاثة انواع من حيث التأثير على الضحية النوع الاول هو النزفي والذي يؤدي الى نزف دماء الضحية من مكان واحد او اكثر .
النوع الثاني هو الناخر للانسجة والذي يسبب تأكل واهتراء النسيج حول العضة او في اماكن اخرى من الجسم .
والنوع الثالث هو العصبي والذي يسبب الشلل في اعصاب الجسم وغالبا ما يبدأ الشلل في الأعصاب المزودة للعضلات التنفسية وبالتالي يتعرض الضحية لصعوبة التنفس ومن ثم الاختناق ...
بالنسبة للافاعي في العراق فالنوع الاكثر انتشارا هو النوع النزفي .
كيف نساعد من تعرض للدغةافعى؟
هناك ملحوظه مهمه يجب أن نشير إليها فقد تعود كثير منا على تشريح او مص مكان اللدغه لتخليص المصاب من السم وقد اثبتت الدراسات العلميه على خطورة هذا الاجراء على المسعف خاصة اذا كان مصاب بتقرحات او جروح في الفم او اللثه ومن جهه اخرى هناك خطوره على الملدوغ لان هذا الاجراء يساهم في تسريع الدوره الدمويه مما يعجل بوصول السم إلى القلب .
لكن يفضل ربط المنطقة اعلى موضع اللدغة بحزام او رباط او اي شيء من هذا القبيل لمنع سريان السم بسرعة الى باقي أجزاء الجسم وعدم تحريك المصاب قدر الامكان ومنع الطعام والشراب عنه وقبل كل هذا وذاك لابد من تهدئة الملدوغ وإزالة الخوف والهلع عنه و التوجه بسرعة الى اقرب مستشفى ...
ان التأخر في التوجه الى المستشفى يزيد من خطورة الحالة وتعرض المصاب للوفاة خصوصا ان البعض يفضل استخدام الأحجار والتعاويذ وترك العلاج الطبي.
( العلاج )
يتصور الكثيرون ان اعطاء المصل المضاد للملدوغ سينقذ حياته حتما ؛ وهذا ليس صحيح دائما ؛ نعم اعطاء المصل في اول 48 ساعة هو جزء من العلاج لكنه ليس كل شيء ؛ ان تأثر المصاب باللدغة يعتمد على كمية السم الذي دخل الى الجسم وعلى مناعة الشخص نفسه وحالته الصحية ؛
وهناك نقطة مهمة يجهلها معظم الناس ؛ ان لسم كل نوع من الافاعي خواص بايولوجية وكيميائية فريدة خاصة به وبالتالي فإن المصل المضاد يكون خاصا ايضا ؛ بمعنى ان استعمال المصل المضاد لنوع من الافاعي في علاج مصاب بلدغة نوع آخر لن يكون مفيدا ابدا ؛ وانطلاقا من هذه الحقيقة ؛ فإن استيراد افضل المصول في العالم لعلاج الملدوغين في العراق لن يكون مفيدا ايضا ...
في معظم دول العالم المتقدمة عندما يأتي مصاب بلدغة الى المستشفى يعرض عليه البوم يضم صور كل انواع الافاعي المتواجدة في المنطقة وعندما يشير الى الافعى التي تشبه التي لدغته يتم اعطاءه المصل المضاد لها ...
ان عدم وجود المصل لا يعني ابدا ان ييأس المريض او ذووه فهناك بدائل قد تساعد على التخلص او التقليل من اثر السم ؛ ومن اهمها اعطاء المصاب بلازما الدم و اكياس الصفائح الدموية ؛ ويمكن ان يفيد نقل الدم من شخص قد تم لدغه سابقا من نفس نوع الافعى ونجا منها ؛ شرط ان يكون المتبرع والمريض لهما نفس الفصيلة ...
بالنسبة للافاعي في العراق ؛ هي غير مشخصة وغير مصنفة ولا يوجد مصل مضاد خاص بسمومها ؛ لذلك غالبا ما يعتمد العلاج على ما ذكرناه اعلاه من اجراءات ؛
الحل هو ان تقوم الدولة بالتعاقد مع شركة اجنبية مختصة بتصنيع المصول ؛ تبدأ هذا الشركة عبر مختصين ؛ بتجميع اكبر عدد من الافاعي السامة المنتشرة في العراق ( افاعي حية وليست ميتة او مقتولة ) واستخلاص سمومها ثم انتاج المصل المضاد لكل نوع ؛ ويمكن عمل مصل عبارة عن خليط من عدة انواع يعطى في حالة عدم معرفة نوع الافعى التي تسببت باللدغة ؛ طبعا هذه العملية تستغرق وقت وجهد واموال .
يجب التنبيه الى ان المصل شأنه شأن اي علاج آخر ؛ ممكن ان يتسبب بأثار جانبية للمريض قد تكون بسيطة او قد تصل الى درجة الخطورة كالتسبب بحساسية مفرطة لدى المصاب او التأثير على الجهاز العصبي لديه وتظهر بشكل خمول او تشوش الوعي او حتى الغيبوبة ...
ثانيا : العقارب
ان التركيب الكيميائي لسموم العقارب متشابه عموما لكن انواع العقارب تختلف في درجة السمية واستخدام المصل المضاد قد يكون ذو فائدة في العلاج ومرة اخرى هو ليس كل شيء ...
في العراق سلالات العقارب غالبا من النوع غير المميت ...
و العقارب الاصغر عمرا وحجما تكون خطرة واكثر سمية من تلك الاكبر عمرا وحجما ..
و لدغة العقرب دائما ما تكون مؤلمة جدا جدا .
وننصح عند التعرض للدغة العقرب بنفس الإجراءات التي نصحنا بها عند التعرض للدغة الافعى
ولابد من الاشاره إلى ان لدغة العقرب في الاطفال دون سن 12 سنة هي اخطر من اللدغات في الكبار ﻷنها قد تؤثر على الجهاز العصبي للطفل وتسبب نوبات تشبه الصرع واحيانا غيبوبة او شلل جزئي في حين انها عند من هم اكبر من 12 سنة غالبا ما يقتصر تأثيرها على التسبب بدرجات متفاوتة من الحساسية يتم علاجها بالادوية المضادة للتحسس مع مراقبة الشخص لمدة من 4 الى 6 ساعات ؛ فيما يتم وضع الطفل دون سن 12 سنة تحت المراقبة الطبية لمدة 24 ساعة حتى وان كانت حالته مستقرة ....
في بعض الحالات قد يصل تأثير لدغة العقرب الى التسبب بتوقف التنفس ويحتاج عندها المصاب الى وضعه على جهاز التنفس الاصطناعي لحين زوال مفعول السم لكنها عموما حالات نادر
0 تعليقات