• مهنية
  • موضوعية
  • مستقلة
  • أخر الأخبار

    10/recentpost

    يوم العمال العالمي

    في كل عام، في الأول من أيار، الذي يصادف يوم العمال العالمي، تعج مواقع التواصل الاجتماعي بالتهاني والتبريكات، وتحضر خطابات تثني وتثمن جهود العمال ودورهم في بناء المجتمع، فنسمع عبارات إنشاء، وتصف كلمات الثناء كصف دبكة في فرح عريس.
    ب/  عصام محمد خالد 

    بيد ان حقيقة الامر ان العمال لا يريدون كل ذلك، ولا تعنيهم كلمات الثناء بقدر ما يبحثون عن تكريس لحقوقهم وعدم التطاول عليها، والتوقف عن التنمر على تلك الحقوق من خلال أشكال مختلفة، وطرق التفافية متعددة، كما يريدون أجورا معقولة تبعدهم عن شبح العوز، وتقربهم من العيش الكريم، وهذا لسان حال اغلب عمال العراق الذين يأملون أن تتعامل الحكومة معهم بشكل مختلف وأن تساهم في تعزيز حقوقهم وربط أجورهم بالتضخم في المقام الاول، ورفع مستوى معيشتهم.
    إذ إنه بات من غير المقبول ان نتحدث عن خط فقر يتجاوز٧٠٠ الف دينار فيما ما يزال الحد الأدنى للأجر ١٥٠ الف دينارا، فأي انفصام ذاك؟ وأي حقوق عمالية تتحدثون عنها؟ وأي مستوى معيشة أفضل نبشر به؟ وحكوماتنا تعرف أن الحد الأدنى للأجر في البلاد لا يكاد يكفي لعشرة أيام من بداية الشهر.
    وبالمناسبة؛ فإن يوم العمال العالمي الذي يتم الاحتفال به على مستوى العالم جاء تخليدا لذكرى عمال قضوا في القرن التاسع عشر إثر مطالبهم بتحديد ساعات العمل بثماني ساعات، ورفضهم للاضطهاد الذي كان يمارس عليهم من أرباب العمل.
    ترى اليوم وبعد ما يقرب من 150 عاما على تحرك العمال المطالبين بأجر معقول وساعات عمل، أقل هل اختلف الحال كثيرا عن سابقه؟ إذ إن العمال ما يزالون يعانون من أشكال اضطهاد مختلفة، ويبحثون عن أمن وظيفي يجعلهم ينامون أيامهم براحة وطمأنينة دون خوف على مستقبلهم .
    حقيقة الامر، ولأن الشمس لا يمكن أن تختفي وراء غربال فإن حال عمالنا ما تزال دون المطلوب بكثير، وما نزال بحاجة للكثير من التعديلات التي تضمن عيشة افضل لهم، واستقرارا وظيفيا افضل، وتعالج حالات اختلال جندرية ما نزال نعاني منها حتى اليوم.
    وفي ضل جائحة
    كورونا فايروس أليس من العار أن يكون أجر عمال النظافة في وزارة الصحة ١٥٠ الف 
    حقيقة الامر أن عمالنا بحاجة لرواتب مقنعة اكثر من حاجتهم لعبارات الإنشاء التي ستعج بها وسائل التواصل الاجتماعي هذا اليوم، كما ان حاجتهم للتخفيف عليهم من عبء الحياة، وارتفاع الأسعار وتدني الرواتب اكثر من حاجتهم لاستذكار دورهم والثناء على سواعدهم التي تبني، فالكلام لا يفيد العامل الذي يعاني من فواتير لا ترحم وكلف تعليمية جنونية، وعلاج يحتاج لأموال.
    من حق العمال علينا أن نقول لهم في يومهم كل عام وأنتم بخير، ومن حقهم أن نستذكر دورهم، ولكن الحق الأكبر أن نتعامل مع أوضاعهم بشكل واقعي دون ان نشيح النظر بعيدا عن رفع الحد الأدنى للأجر، اذ ليس معقولا ابدا ولا مقبولا ان تكون أجرة بيت متواضع 150 الف دينارا والحد الأدنى ٧٠٠ الف دينارا، اذ كيف سيعيش إنسان لا يملك من المال حتى نهاية شهره سوى ١٥٠ الف دينارا فقط والمطلوب منه دفع كهرباء وماء وكلفة علاج وتعليم وأكل وشرب؟!
    أيعقل أيها السادة ان نبقى على ذاك الوضع؟ أيعقل أن تبقى الأجور مختلفة بين الذكر والأنثى؟ أيعقل أن تبقى طبقتنا العاملة تعاني ضنك الحياة، وتكتفي حكوماتنا بعبارات الإنشاء، ألم يحن الوقت لمنح العمال حقوقهم، وأبسطها حد أدنى للأجر يعادل خط الفقر على أقل تقدير، رغم ذاك، فإن من حق عمالنا علينا أن نقول لهم كونوا بخير، دمتم بخير، بأمل أن يكون العام المقبل أفضل، فكل عام وأنتم ونحن والعراق بألف خير

    إرسال تعليق

    0 تعليقات